أخبار محليةساحة حرة

شخصيات تربوية يتناولها منتدى القارة التربوي بمحافظة أبين

#سما_عدن_الإخبارية خاص

بقلم / الأستاذ طاهر حنش أحمد 4 مارس 2023م

الأستاذ القدير المرحوم محمد ناصر حنش أحمد السنيدي من مواليد عام 1956م في قرية الحجار جبل السنيدي سرار يافع محافظة أبين.
التحق بالمعلامة «الكتاتيب» لتعليم القرآن الكريم على يد الشيخ عبدالرب العبّادي في منطقة عمران بجبل السنيدي حتى حفظ بعض ماتيسر من سور القرآن الكريم ، وبعد الاستقلال الوطني في الثلاثين من نوفمبر عام 1967م التحق بالدراسة المنتظمة في مدرسة المقيصرة سرار للتعليم الابتدائي بالعام الدراسي 1968/1967م، وخلال دراسته بالمدرسة أرتبط بالزواج بوقت مبكر وعمره لا يتحاوز 15 عام، وهو طالبا بالصف الرابع الابتدائي، واستمر بالدراسة حتى أكمل مرحلة التعليم الابتدائي الصف السادس بالعام الدراسي 1973/1972م، وكانت دفعته أول دفعة جلست للامتحان التجريبي والوزاري للصف السادس بمدرسة سرار ولأول مرة بعد أن انتقلت دفعتين للأعوام الدراسية السابقة للجلوس للأمتحانات الوزارية خارج مدرسة سرار، وبحكم عدم قدرة المركز الإداري الثاني رصد من المديريه الغربيه على استيعاب مخرجات المدارس الابتدائية ثم نقل الدفع المتخرجة من مدرس سرار ورخمة والمنصورة الرباط لدراسة المرحلة الإعدادية في عاصمة المديرية الغربية لبعوس أول إعدادي في العام الدراسي 1974/1973م، وبعد استكمال بناء إعدادية رصد تم اعادتهم لدراسة ثاني إعدادي وثالث إعدادي في إعدادية رصد حديثة التأسيس.

لم يتمكن الأستاذ محمد من استكمال دراسته نتيجة للظروف المعيشية الصعبة التي كان يمر بها فتوظف معلماً وهو في سنة ثالث إعدادي هو ومجموعة من زملاءه في عام 1975م، وكانت محطة عمله الأولى في سلك التربية والتعليم في مدرسة أسفل هرمان شعب العرمي التي كانت وضعيتها بذلك العام من الصف الأول الى الصف الخامس، وعدد الطلاب فيها 117 ذكور و 66 أناث، وكان يدير المدرسة أنذاك الأستاذ عبد صالح عبد الله يرحمه، وفي العام الثاني كان يديرها الأستاذ أحمد صالح سالم، واستمر فيها لمدة عامين دراسيين والتحق خلالها بأول دورة تربوية للمناهج التعليمية للمدرسة الموحدة ذات الصفوف الثمانية لمواد الصفوف الدراسية من الأول إلى الرابع موحدة تلك الدورات التي كانت تنظمها وزارة التربية والتعليم على مستوى المحافظات أثناء العطل الصيفية، وكان من انشط المعلمين واكثرهم انظباطاً وسلوكاً كما كان مساهماً في تدريس صفوف محو الأمية للنساء والرجال، وكان ونشيطاً بالمبادرات الجماهيرية منها مشروع مياه الشرب سرار وبناء المدارس، ومساهماً في الحراسات الليلية في المشروع والمدارس والتعاونية.

انتقل الأستاذ محمد في عام 1977م من أسفل هرمان إلى مدرسة حمومة التي كان وضعيتها بذلك العام من الصف الأول إلى الصف السابع موحدة بعدد طلاب 162طالب و 128 طالبة، وأثناء تواجده فيها تناوب على إدارتها كل من الأساتذة حمود فاضل النوبي، وعبدربه حسين عبدالخالق، ومحمد حسين عبدالله،
وأستمر فيها إلى عام 1984م ليقادرها بوضعية تعليمية من الصف الأول إلى الصف الثامن بعدد طلاب 137 طالب 64 طالبة، وكان مخلصاً في عمله نشيطأً يحظى بالأحترام والتقدير من قبل أهالي المنطقة صغيراً وكبيراً والطلاب والمعلمين لما يمتاز به من أخلاق وسلوك.

كان للأستاذ محمد دوراً متميزاً في تنظيم المعارض المدرسية التي كانت تقيمها المدارس نهاية كل عام دراسي وذلك لما يمتاز به من رسم وخط وإعداد الوسائل التعليمية.
كنا نلتقي بالأستاذ محمد من خلال الزيارات التي نقوم بها أثناء عملنا بمدرسة المنصورة الرباط، وكنا نلتقي شهرياً أثناء استلام المرتبات بمدرسة المنصورة.

انتقل الأستاذ محمد إلى مدرسة الشهيد محمد عبد عبدالله «سرار» بالعام الدراسي 1985/1984م وهي الفترة التي كنت أنا مديراً لتلك المدرسة، وتم ترتيبه في فرع المقيصرة.

عرفت الأستاذ محمد خلال عمله معلماً مثالياً وقدوة في السلوك والإنضباط، ومهتم بهندامه، وجاد بعمله، ويحب مهنة التدريس، ويمتلك ما يؤهله من الخبرة العملية بالتدريس.

استمر في التدريس الى عام 1994م وانتقل الى مكتب التربية والتعليم سرار بعد اعتمادها مديرية مستقلة ليشغل مشرف إداري لمدة عامين أثناء قيادة المكتب من قبل الأستاذ علي خضر ناصر مجمل لكنه شعر أن العمل الإداري غير ملائم له، وفضل مهنة التدريس التي كان ولوع بها، وطلب العودة الى مدرسة المقيصرة مرة أخرى لتدريس طلابه أفضل من مواجهة قضايا وهموم المدارس.

تحصل الأستاذ محمد على عدداً من الشهادات التقديرية من المدارس التي عمل فيها والتربية لاخلاصه لعمله وتوصيله المعلومات للطلاب من خلال عمل الوسائل التعليمية التي كان يعدها في المنزل كما أنه عمل على طريقة جديدة للامتحانات لم يعمل بها أحد من قبل قوبلت بالشكر والقدير من قبل مشرف التعليم والطاقم الفني في م/ سرار حتى أنها انتقلت إلى اغلب مدارس سرار وأشاد بها جميع المعلمين والموجهين في المديرية.

من المصادفات والذكريات الجميلة أننا التقينا في صنعاء عام 2004م في احتفالات صنعاء عاصمة الثقافة العربية أنا والأستاذ المرحوم محمد ناصر حنش المرشح للتكريم عن مديرية سرار، ومبارك سرور عوض المرشح عن مديرية سباح وأنا طاهر حنش أحمد المرشح عن مديرية رصد في عيد العلم بالتكريم المركزي، وفي هذا التكريم تم منحنا بقرار وزاري من وزارة التربية والتعليم ترقية عبارة عن علاوتين سنويتين.

استمر الأستاذ محمد في عمله بنفس الهمة والنشاط إلى أن بلغ أحد الأجلين وتم إحالته للمعاش التقاعدي عام 2010م، وحرم مثل غيره من زملاء المهنة المعلمين المتقاعدين من كل التسويات واستراتيجية الأجور والعلاوات السنوية بعد خدمة طويلة عاشها متنقلاً بين مدارس الرباط وسرار.
اُصيب بعد التقاعد بمرض السكر الذي اقعده عن الحركة، وظل يصارع المرض الى عام 2019م، وسافر إلى الهند للعلاج ولكن بمشيئة الله انتقلت روحه الطاهرة إلى باريها في الهند، وتم مواراته الثرى في مدينة اورنج باد إلى جانب الفقيد فضل عبادي راجح الله يرحمهما ويسكنهما الجنة.

تتقاضى أسرته حالياً راتب لا يكفي لمعيشة الأسرة وهو مبلغ 91000 ريال بينما بعض من زملاءه الذي تعينوا معه بنفس العام يتقاضون أكثر من ذلك.

الله يرحم الأستاذ محمد ناصر حنش السنيدي ويسكنه فسيح جناته..

تحية للأستاذ يسلم ناصر الذي وافانا ببعض المعلومات المتعلقة بالسيرة الذاتية للفقيدنا صاحب السيرة العطرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار