أخبار محليةساحة حرة

الضالع تصوغ آخر ” آية ” في قرآنها المقدس…!

بقلم الصقر الهدياني


يجثو التاريخ اليوم على ركبتيه في بلاط العظيمة” الضالع” يعلن سجدته الكبرى في مقام قلعة الصمود، يتهجد تعبيراً عن حالة فائضة من الخشوع السرمدي أمام هذه الصخرة التي تأهبت وأطلقت زغردتها الكونية؛ مبشرةً برسالتها الخاتمة وقرآنها المقدس… (الله، الإنسان، الوطن).

الضالع تصوغ آخر آية في دستورها الأزلي، تكمل نحت لوحتها التشكيلية النهائية،قبيل عرضها أمام حشود الكون المحتشدة، الذين ترقبوا “الانفجار الضالعي العظيم”.
الكتابة عن الضالع اليوم نوعاً من الارتماء في أحضان الجحيم اللغوي الفائر، سرعان ما تذوب أنت ولغتك على مسرح بوابة الجنوب الغاضبة، تلفحك نار الكلمات حين تحاول تشريح جلالة المدينة وهي تتعرى من كل أبحديات السقوط… إذا فلتغض اللغة بصرها قليلاً، ما من حيز لها الآن.

منذ الهجوم الأخير للمليشيات الباغية عليها وهي تخوض معركة الوجود تدافع عن عذريتها، تلفظ ذلك الوليد المشوه الذي استباح عذرية كل محافظات الشمال و أراد أن يستوطن ويستبيح معه عذرية الضالع البكر الذي لم يمسسها أحد من قبل وستظل كذلك إلى قيام الساعة، حشدت كامل ذخيرتها وصبتها على ذلك الكائن الغرائبي المأفون، الذي حاول إستباحتها ، مسجلاً بذلك سابقة تأريخية استوحشت منها الآلهة في السماء قبل عباده في الأرض، صعق الجميع من هذا القبح الذي يمشي عاريا دونماً خجل من أحد، حتّى الملائكة الواقفين على أكتاف جبل جحاف المتشامخ2500 متر، ابتداءً من أقدام المدينة وليس انتهاء بسدرة المنتهى أو أبعد قليلاً، كل هذا لم يخجلهم ، وهذه إحدى الملاحظات المنهجية التي تؤكد انحدارهم من سلالة خارج التصنيف البشري تماماً.

10 أيام مذ أعلنت القوات المشتركة الجنوبية ، معركة قطع النفس الكبرى لاجتثاث حشود الخراب القادمة من كوكب القردة، كانت كافية لإتمام لوازم المهرجان التأريخي، المخول بإعلان الضالع اليوم من جديد قبلة الصمود والكرامة، رافضة الوصاية من أحد؛ كعادتها مخلصة لوصية أجدادها عنتر وشائع ، لتسمع الجميع أن الضالع ليست مهبط الأنبياء ولا كهف لملوك الجن، بل منطقة جنوبية أصيلة لديها
مخزون من العقول والقيم والشجاعة ولديها قبل كل شيء تنوع لا تراه العيون المائلة والموظفة لتجريحها.

ما من عبادة الآن أكثر جللا من الصلاة لهذه المدينة، أنت في البيت صلي، أنت في المهجر صلي، بائع القات في الحديقة صلي… هي قبلة اللحظة كونها أخت الكعبة، تتجسد الوشائج بين المدينتين (الكعبة_ والضالع) الأولى قبلة الدين والأخيرة قبلة الحرية والكرامة والإنسان، إذا لا بدّ أن نصلِّ إلى الله عبر هذه المدينة ولو ليوم واحد يا إلهي، اسمح لنا بذلك؟؟!!

افرشوا للإمارة الضالعية أهدابكم، أخبروا العالم أن الحورية الإلهية “الضالع” حافظت على عذريتها ونجحت في صون الشرف العربي الذي سقط في مربع الهضبة الشمالية،أوقفوا الزمن قليلاً ليترصد أنفاس زعيم الحوثيين وحلفه الإصلاح في هذه الساعات المحرقة لكل خلية في أجسادهم…

لا زلتُ ارتجف إلى الآن، أشعر أني أختلس الألفاظ ؛ كلص جائع في ليلة باردة، تمتد يده إلى أحد مخابر المدينة؛ عله ينجح في استلال قرص خبز جاف يطفيء بها خواء معدته الهائجة، يوخزني صديقي الذي يمضغ القات معي بجانبي قائلاً: ما بك متوترا، يبدو أن ملامح اللص الواجف قد تجلت في جبيني بشكل واضح، أخشي أن يقبض على هاتفي ويجدني متلبساً بجريمة الكتابة عن الضالع لحظة “طلقتها الوجودية الأخيرة” وزفرة التأريخ الكبرى” في أحضان مدينة التحدي والسلام معاً ؛ لذا أقرر إنهاء أول تجربة لتنفيذ عملية تلصص أدبية، تبدو لي مفضوحة منذ البداية.

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار