قامت الجمعية الفلكية بجدة بنشر صورة للكرة الأرضية، التقطت بتاريخ 09 سبتمبر 2023، بواسطة القمر الصناعي دسكوفر، التابع لوكالة ناسا الأمريكية والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (نوا)، من مسافة 1,500,210 كيلومترات من الأرض، والتي يظهر فيها الإعصار دانيال.
وأوضحت في منشور لها عبر موقع فيسبوك، أن الصورة تظهر ألوان كوكبنا كما تبدو للعين المجردة، كما تظهر أيضاً تغير حركة الغيوم وأنظمة الطقس، وكذلك التضاريس المختلفة، مثل الصحاري والغابات واختلافات زرقة البحار، لافتة إلى أن هذا سوف يسمح بمراقبة الأوزون ومستويات الجزئيات العالقة في الهواء، إضافة إلى الغيوم العالية وخصائص نمو النباتات، وعاكسية الأرض للأشعة فوق البنفسجية.
وأشارت الجمعية إلى أنه نظراً لأن الكرة الأرضية براقة جداً مقارنة بالفضاء المظلم حولها، فإن الكاميرا لن تستغرق فترة طويلة للتعريض (فقط ما بين 20- 100 ملي ثانية)، ولذلك فإن النجوم لن تكون مرئية في خلفية الصور، وذلك نتيجة لمدة التعريض القصيرة.
ولفتت إلى أن الأرض عبارة عن كرة مفلطحة، حيث ينتفخ خط الاستواء بسبب دورانها حول محورها، لذلك فإن القطر عند خط الاستواء أكبر بـ 42 كيلومتراً من القطبين، وهو ما يجعل الأرض ليست تامة الاستدارة.
ونوهت فلكية جدة إلى أنه بالرغم من ذلك، فإن كوكب الأرض يظهر في الصورة كدائرة تامة، نظراً لأن الفرق بين محيط القطبين وخط الاستواء هو حوالي 0.02% فقط، وهو فرق صغير جداً لتستطيع العين البشرية تمييزه.
وأفادت أن القمر الصناعي دسكوفر أطلق إلى الفضاء في 11 فبراير 2015، ويقع في نقطة لاغرانغ 1 مباشرة بين الأرض والشمس، مشيرة إلى أن هذا المدار يحافظ على القمر الصناعي، بحيث لا يحتاج لعملية مناورة مدارية لتصحيح موقعه سوى مرات قليلة خلال عدة سنوات.
وأضافت الجمعية الفلكية بجدة أن نقطة لاغرانغ 1 هي نقطة بين الأرض والشمس، وهي تبعد عن الأرض مسافة 1.5 مليون كيلومتر، حيث قوى الجاذبية بين الشمس والأرض تنتج مكاناً مستقر نسبياً للمركبات الفضائية.
وأنهت منشورها بقولها إن هذا الموقع يقع بعيداً خلف البيئة المغناطيسية لكوكبنا، ما يجعله مكاناً مناسباً لقياس سيل الجسيمات القادمة من الشمس، والتي تعرف باسم الريح الشمسية، وذلك مع عبورها قرب القمر الصناعي دسكوفر.