انتحار الاعلامي هرهرة لعنةووصمة عارفي الجبين
انتحار الاعلامي عبدالباسط هرهرة الصبيحي اللعنة التي حلت على كل قائد ومسؤول وراس مال في الصبيحة خاصة والجنوب عامة ممن يعرفونه سواء عن قرب او عن بعد او سمعوا عنه
هرهرة الشاب التواق الطموح شعلة الحلم والامل المتقدة انفا ورغم عما يكابده من المعاناة والحاجة والعوز في العيش الاستقرار في حياته المعيشية والاجتماعية كشاب في مقتبل العمر تلك المأساة التي ظل يدفعها دفعا عن كاهله ويشق بعزيمة وارادته طريقه بين ثنايا صخورها وجلاميدها لعل وعسى ان ينال حلمه وماينشده من امال ورجاءات وغايات في وطن يسوده التكافل والقانون والنظام والحداثة سائدا لا مسؤدا كيف وهو الشاب المكافح المناضل ولم يبخل يوما بدمه في سبيل ذلك الوطن المنشود وطن الجنوب الرحيب
ظل يكابد ويكابد على المستويين الشخصي الاجتماعي والنضالي الوطني ممتشقا راية الامل في عزة وانفة وكبرياء متجشما كل مأساةومعاناة لم يظهر منها لملنقيه ومن يصادفه الا سماحة وبشاشة الوجة تبادره على محياه الشاحب المضمر تتطغى على مايخفيه من الأم واحزان واسىء وحرمان استوطنت كوامن نفسه كتمها وحبسها عن مجتمعه خفية في قرار نفسه الباطن
ذبلت الاحلام وتفاقمت المعاناة ولم يلفت لهرهرة اولئك الرافلون المتخمون في بحبوحة من الحياةوعيشها الرغيد الا ان فقيدنا هرهرة لم يزل يقاوم ويقاوم في شموخ واباء معلل ممنيا نفسه وفكره بدنو نيل الاماني والغايات التي نشدها واشتق خطاه طريقها وهاهي تكاد قاب قوسين او ادنى
حلم وامل ويالخيبة ماحلم وامل فقيدنا هرهرة فماكان يخفية عن محيطه في كوامن وخلجات نفسه طفح من مكمنه اغلالا وقيود تلف حياة وتطوق عنق هرهرة خانقة انفاسه مفنيتة لمسيرة حياته
قرار اتخذه لارجعة عنه حين ادرك يقينا او هكذا يهيىء لي وليس له من قرار سواه حين اضحى له كل حلم وهم وكل امل سراب وتبددت الامنيات وما نشده من الغايات فصارت شتاتا رمادا تذورها الرياح ادارجها امام ناظريه لم يملك من امرها زماما فكانت الصدمة شديدة الوقع عليه حينئذ تملكه اليأس والاحباط فخارت في نفسه كل عزيمة وارادة وخبىء فيها كل مشعل لحلم وامل
وقف هرهرة مشدوها محبطا في استكانة وانكسار وهو يلفت وينظر في كل ناحية من حوله ولم يرى او هكذا خيل له مشاهدا الصرح الذي خاله وتترائى له يوم مشيدا شامخا يعانق عنان هام السماء الذي يفاخر به اقرانه ومناؤوه انه احد بناته ومشيدية وهو يتهاوى من علياوه ليضحى انقاضا واطلال خربة واقف لمفرده وحيدا على تله حين اختفى من حوله الاحبة والرفاق رفاق الدرب والنضال والجهاد والهدف والمصير وحاملي الرايات والمشاعل مستجرو الشعارات. توارئ جميعهم وجمعهم لامن من صوت ولامن صدى. ترك هرهرة وحيدا يقاسي ويعاني ويكابد هكذا خيل وهكذا سرت الى خلجات نفسه وجوارحه وهو يقف بمفرده وقد توارى الزعماء والعظماء وحسناوتهم في قلاعهم ودورهم الحصينة يرفلون في الحرير ورغيد العيش غير مكترثين بمعاناة وطن ومواطن فكانت الطامة والمأساة و القرار الذي قرر هرهرة لنهاية حياة حافلة بالنضال والكفاح والعطاء الذي لم يقدر حق تقدره
فأبى الا ان يموت شجاعا مهابا كماولدته امه ليجعل من موته حكاية لعنة حلت على اولئك النخاسون ووصمة عار تطبع على جبين كلا منهم لعنة ووصمة ملازمتين لهم الحياة وحين يبعثون
نعمت قرير العين تغشاك نفحات الرحمن بالمغفرة والرحمة ولانامت اعين الجبناء في دورهم الفاخرة الحصينة فروحك الزكية الطاهرة ستظل كابوسا يقلق ويقض حياتهم ويؤرق مضاجعهم في عقر ديارهم المحصنة وعلى اسرتهم الفاخرة الوثيرة حتما حتما. لامفر ولامناص
*من ڪرمع العمادي