متفرقات

القراءة والغناء واللعب مع الأطفال تساعدهم على التواصل

 

أكدت الكاتبة والمحررة الأسترالية بيثاني كلارك، مستشارة الاتصال الاستراتيجي ومؤلفة كتب الأطفال، أن استراتيجيات الاتصال الرئيسة التي ينبغي مراعاتها لتشجيع الأطفال على الاستمتاع بعالم القراءة تتضمن القراءة والغناء واللعب معهم لتعزيز التواصل والروابط معهم، لأن القراءة النافعة تعني تعزيز العلاقة مع الأطفال في المقام الأول.

جاء ذلك في جلسة بعنوان “القراءة والمراهقون: استراتيجيات التواصل والتوجيه الفعال”، استضافها “ملتقى الثقافة” ضمن برنامج الفعاليات الثقافية، في اليوم الختامي من “مهرجان الشارقة القرائي للطفل” في دورته الـ15 التي نظمتها “هيئة الشارقة للكتاب” في “مركز إكسبو الشارقة” تحت شعار “كن بطل قصتك”.

وتناولت الجلسة التي أدارها لويس دنهام، أبرز استراتيجيات التواصل التي يمكن اعتمادها لتعزيز محبة القراءة لدى الأطفال والمراهقين، والأثر الإيجابي الذي يتركه التوجيه الفعال على تقويم سلوكياتهم وتعزيز ثقافة القراءة في نفوسهم.

وتطرقت بيثاني إلى أهمية الاستفادة من الوقت، وتحقيق التوازن فيما يتعلق بالأولويات عند الانتقال عبر الفئات العمرية من الطفولة المبكرة، إلى المراهقة، والحفاظ على العلاقة الجيدة بين الآباء والأمهات وأولادهم وبناتهم خلال كافة المراحل العمرية.

وأشارت بيثاني إلى بعض الاستراتيجيات التي يمكن تبنيها، والتي تتضمن عدم الخوف من الواقع ومن سيطرة التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي، وضرورة التكيف مع العصر الحالي، ودعم اليافعين خلال اختبارهم للعالم، ومساعدتهم على استخدام هذه التكنولوجيا والاستفادة منها في القراءة.

وتتضمن الاستراتيجيات أيضًا مساعدة الأطفال واليافعين على تعزيز محبة القراءة من خلال منحهم فرصة الوصول إلى المحتوى الجيد وعالي الجودة، والتفكير فيما يهتمون به وما يناسب عوالمهم، ومنصاتهم الإلكترونية المفضلة، والحرص على إلهامهم وتشجيعهم على الاستمتاع بقراءة الكتب والتفاعل معها.

وأشارت بيثاني إلى صعوبة تحقيق التوازن بسبب التغيرات المتسارعة التي يشهدها الأطفال خلال نموهم وانتقالهم من مرحلة الطفولة إلى المراهقة، حيث تزداد أنشطتهم وعلاقاتهم وينشغلون بأصدقائهم وحياتهم الشخصية، ولهذا يتوجب على أولياء الأمور القراءة لأبنائهم كل يوم قبل النوم، ووضع الكتب في المنزل والمطبخ وغرفة النوم، لتشجيعهم على القراءة، وأن يقدموا لأطفالهم نموذجاً يحتذى من خلال القراءة أمامهم ومعهم، وعدم مطالبتهم بالقراءة بطريقة قسرية.

وأضافت: “وفقاً لدراسة حديثة، تعد قراءة الآباء والأمهات لأبنائهم من أكبر عوامل نجاح هؤلاء الأطفال في حياتهم الشخصية والأكاديمية، لأن الأطفال يقلدون الطريقة التي يتواصل فيها آباؤهم وأمهاتهم ليس مع بعضهم فحسب، وإنما مع الآخرين، ولهذا يحمل أولياء الأمور مسؤولية أن يكونوا قدوة لأبنائهم، وتسليط الضوء على أفضل جوانب عملية القراءة بما يسهم في إلهام الأبناء على تقليدها بشكل طبيعي”.

وتابعت: “تتضمن استراتيجيات التواصل الفعالة القراءة مع الأبناء وإمضاء الوقت معهم، والاستماع إليهم وفهم اهتماماتهم وأفكارهم وطموحاتهم ومشكلاتهم والتحديات التي يواجهونها ومساعدتهم في التغلب على تلك التحديات، وملاحظة التغيرات المفاجئة كالصمت الذي يشكل دليلاً على حدوث موقف معين يحتاج فيه الأبناء إلى الآباء والأمهات”.

وحول التعامل مع المراهقين، أكدت بيثاني على أهمية فهم التغيرات التي تطرأ على حياتهم وضرورة عدم الغضب والصراخ خلال التحدث معهم، وعدم التقليل من إمكاناتهم، وعدم إطلاق الأحكام عليهم، وتأمين الأدوات اللازمة لإعادتهم إلى عالم القراءة، كتوفير المكتبات والكتب الإلكترونية والكتب الصوتية والسماح لهم بالاستماع إلى البودكاست.

وفي ختام الجلسة، أشارت بيثاني إلى ضرورة إعطاء الأطفال والمراهقين الإرشادات الصحيحة لتجنب المخاطر التي قد تصادفهم وضمان أمنهم وسلامتهم، وتحقيق التوازن بين المرونة والثوابت، والوصول إلى أرضية مشتركة يتفق عليها أولياء الأمور والمعلمون ومقدمو الرعاية النفسية من جهة، والأطفال والمراهقين من جهة ثانية.

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار