حياة مرهونة بالكهرباء
كتب/ناصر الزيدي:
أكتب هذه السطور وقلبي يعتصره الألم والحزن على حادثة وفاة رجل في العقد الرابع من عمره، أمام مرأى عامة الناس في أحد الشوارع العامة بمدينة الشيخ عثمان، وعلى ما يبدو أنه ترك منزله بعد انقطاع طويل للتيار الكهربائي، واتجه إلى الشارع باحثًا عن نسمة هواء تلطف حرارة الجو المهلِكة.
ترك الرجل منزله والظلام مُخيمًا عليه، ترك منزله مُسلّمًا أمره لله الواحد الأحد على ما حل به وبجميع ساكني الحي، في ظل صمت يُعم المكان وكأنهم في مدينة مُنعزلة عن العالم، ترك منزله للبحث عن هواء نقي ينعش روحه ويزرع فيها الحياة من جديد، ولكن وبشكل مُفاجئ توارى كل شيء مع قضاء الله وقدره.
فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها بعد حياة معيشية ومادية صعبة مليئة بالتعب والمعاناة اليومية، مع انقطاع مُستمر للكهرباء والمياه وانهيار العملة المحلية والغلاء الفاحش في مختلف الأسعار، وتحديدًا المواد الغذائية، حياة مؤلمة تضاعفت فيها الأوضاع إلى الأسوأ يومًا تلو الآخر والضحية الأكبر هو المواطن البسيط المغلوب على أمره.
فاضت روحه بعد أن كان يأمل وينتظر مثل بقية عامة الناس في عدن والمحافظات المجاورة بفارغ الصبر أن تطوى صفحة المعاناة اليومية، وتُفتح صفحةً جديدةً لحياة كريمة يعمها الرخاء والازدهار والاستقرار، ولكن ذلك كان عبارة عن حُلم من المستحيل تحقيقه، في ظل الفساد الحالي الذي ينخر جميع المؤسسات الحكومية.