أبين تودع أبرز رجالها المخلصين أمنياً العميد حسين أحمد الجريري
كتب : صالح البخيتي
في يوم مؤلم، ودّعت محافظة أبين أحد أبرز رجالها الأمنيين، مدير عام إدارة المرور سابقاً ، العميد حسين أحمد عبدالقوي الجريري، الذي انتقل إلى جوار ربه بعد معاناة طويلة مع المرض.
ورحل الفقيد حسين أحمد الجريري من الدنياء إلى رحاب الاخرة بعد حياة مليئة بالعطاء والانجازات في خدمة الوطن والمواطن في المجالين الأمني والاجتماعي بمحافظة أبين رحمة الله تغشاه.
وُلد العميد حسين الجريري في عام 1945 في منطقة جبل موفجة بمديرية سرار يافع. منذ بداياته، كان لديه شغف كبير في خدمة الوطن، حيث التحق بجهاز الأمن والشرطة في عام 1967، كانت أولى خطواته المهنية كسائق خاص ومرافق للراحل محمد صالح مطيع. هذه التجربة لم تمنحه فقط فرصة التعلم من الكبار، بل زودته بخبرات قيمة في المجال الأمني. مع مرور السنوات، أصبح الجريري نموذجاً يحتذى به في التفاني والإخلاص.
وفي عام 1981م، التحق الجريري بكلية الشرطة، حيث تخرج برتبة ملازم وبدرجة امتياز بعد أن أظهر تفوقاً كبيراً لم يكن هذا التفوق مجرد حظ، بل كان نتيجة لعمل دؤوب وطموح لا يعرف الحدود.
بعد التخرج، انتقل إلى المملكة العربية السعودية، لكنه سرعان ما عاد إلى وطنه في عام 1985 ليبدأ مرحلة جديدة من حياته المهنية عمل مديراً لإدارة الأمن العام والشرطة في يافع رصد ،هناك أثبت نفسه كقائد نشيط واداري ملتزم عمل بدون كلل في خدمة المديرية وأبناؤها لسنوات في تعزيز الأمن والإستقرار.
وتولى الجريري مهام مدير عام إدارة المرور بمحافظة أبين عام 1987، وخلال فترة عمله التي استمرت ثمان سنوات، أظهر الجريري التزاماً حقيقياً بتحسين وتنظيم الإدارة وحركة المرور بشكل ملحوظ، وكان له دور فعال في تطوير السياسات المرورية وتعزيز السلامة على الطرق بالمحافظة، مما أكسبه احترام وتقدير الجهات الحكومية، حيث تم تكريمه ثلاث مرات كأفضل مدير عام للمرور في الجمهورية اليمنية.
بعد تلك الفترة، تم تعيينه مديراً لإدارة الأمن العام سرار يافع، حيث عمل بكل إخلاص وتفان في خدمة المواطنين وعلى إرساء دعائم الأمن والاستقرار بالمديرية وحظى بشعبية واسعة واحترام كبير من قبل المجتمع المحلي.
وعلى الرغم من كل إنجازاته، مؤخراً تم تكليفه بقرار رسمي مديراً لإدارة أمن محافظة البيضاء، لكنه اعتذر لأسباب خاصة، وعلى ذلك تم تسريحه كغيره من القادة الجنوبيين.
وفي مطلع العام الجاري، عانى العميد الجريري من مرض عضال، وتلقى العلاج على أمل الشفاء، لكن القدر كان له رأي آخر، حيث انتقل إلى جوار ربه بعد حياة مليئة بالعطاء.
برحيل العميد حسين الجريري، خسرت أبين والوطن أحد الرجال المخلصين الذين ضحوا بجهودهم ووقتهم في سبيل الحفاظ على الأمن وتحقيق الاستقرار،و سيظل إرثه حياً في قلوب الناس، وستبقى إنجازاته شاهدة على مسيرته الحافلة بالعطاء.
رحم الله العميد حسين الجريري وأسكنه فسيح جناته، إن إرثه من العطاء والإنجاز سيظل محفوراً في ذاكرة الوطن والمواطنين، وسيبقى مثالاً يُحتذى به في التفاني والإخلاص في خدمة الوطن.
وبهذا المصاب الجلل نبعث تعازينا ومواساتنا الصادقة إلى أولاده محمد حسين أحمد ومحمود حسين أحمد وأولاد أخوه خالد محمد أحمد وفهد محمد أحمد واصهاره آل السميطي واصهاره آل علي جراش وتعازينا إلى آل لجرور خاصة ويافع ومحافظة أبين والوطن عامة رحم الله الفقيد واسكنه فسيح جناته ولزم الله الجميع الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون.