مبابي وأنشيلوتي يحملان فليك على الأكتاف.. هدايا أم عبقرية؟
ونجح الفريق الكتالوني في العودة من معقل ريال مدريد “سانتياجو برنابيو” بانتصار عريض (4-0)، مكنه من الهروب بصدارة الليجا بفارق 6 نقاط عن الميرنجي.
وكان هذا الكلاسيكو هو الأول لبعض الوجوه، على رأسها الألماني هانز فليك مدرب البارسا، والفرنسي كيليان مبابي مهاجم ريال مدريد.
مصيدة فليك
قبل الكلاسيكو بأيام معدودة، خاض برشلونة مباراة صعبة ضد بايرن ميونخ، انتهت بفوزه (4-1) في دوري أبطال أوروبا، وشهدت وقوع الفريق البافاري في فخ مدربه الأسبق.
فالمدرب الألماني لجأ لحيلة قديمة، تمثلت في اللعب بدفاع متقدم، بهدف إيقاع نجوم البايرن في مصيدة التسلل، مخاطرا بترك مساحات شاغرة في الخلف، أمام سرعات لاعبي بايرن.
رغم ذلك، لم يستطع البايرن استغلال ذلك، وهو ما كان البعض يتوقع أن يتداركه ريال مدريد بقيادة مدربه كارلو أنشيلوتي.
لم يغير فليك طريقته، وأصر على المجازفة طيلة اللقاء بالدفاع المتقدم، رغم امتلاك الريال مبابي وفينيسيوس جونيور، اللذين يتمتعان بسرعات فائقة قد تهدد مرمى إيناكي بينيا.
سذاجة مبابي
لفت مبابي الأنظار إليه طوال الكلاسيكو الأول له، بسبب سذاجته وعدم قدرته على ضرب مصيدة التسلل، كلما وصلته تمريرة طولية متقنة من لاعبي الدفاع والوسط على مدار المباراة.
مشكلة مبابي تمثلت في عدم قدرته على التمركز بشكل صحيح وقت خروج الكرة من أقدام زملائه، فضلا عن رعونته أحيانا بالبقاء في وضع التسلل دون العودة بسرعة، لتفادي الوقوع في مصيدة فليك، ما أفسد على الريال العديد من الهجمات.
وشهد الشوط الأول وحده، وقوع مبابي في التسلل 6 مرات، دون أن يتدارك هذه المشكلة حتى النهاية.
هذا فضلا عن عدم استغلاله الانفرادات التي سنحت له طيلة اللقاء، مهدرا فرصة التسجيل في 3 مناسبات، فضل فيها التسديد في منتصف المرمى بدلا من وضع الكرة بأريحية على يمين أو يسار بينيا.
خطيئة أنشيلوتي
في الوقت الذي يحمل فيه فليك على الأكتاف بفضل أسلوبه الذي آتى ثماره في النهاية، يجدر الإشارة إلى نظيره أنشيلوتي، الذي أثبت أنه لم يبذل جهدا في التدريبات طوال الأيام الماضية، لتدريب لاعبيه على كسر مصيدة التسلل بسهولة.
فالسقوط مرارا في التسلل يثبت أن لاعبي الريال لم يضعوا ذلك في الحسبان، ذهنيا أو عمليا خلال التدريبات الأخيرة، وهو ما جعلهم يتعاملون بارتجال مع أغلب الهجمات، ما صب في صالح برشلونة.
على الجانب الآخر، ظهر تميز فليك في الجانب الهجومي أيضا، إذ أجاد لاعبوه ما فشل فيه نجوم الريال، كلما سنحت لهم فرصة ضرب الخط الخلفي بالتمريرات البينية.
فقلما سقط ثلاثي الهجوم الكتالوني في التسلل، وهو ما يظهر بوضوح في الهدف الأول، الذي سجله روبرت ليفاندوفسكي، بعدما تمركز بشكل جيد بين رباعي الدفاع الملكي.
لكن ليفاندوفسكي استفاد أيضا من هدية ملكية تمثلت في سوء تمركز فيرلاند ميندي، الذي تجاهل تقدم زملائه الثلاثة في الخط الخلفي، ليغطي التسلل بتقدمه بفارق كبير عن رفاقه والمهاجم البولندي.
هذا يؤكد أيضا عدم قدرة أنشيلوتي على محاكاة فليك، الذي جهز لاعبيه للعمل على الجانبين بنفس الكفاءة، سواء توريط الريال في التسللات المتكررة، أو ضربها في الناحية الأخرى، للوصول لمرمى أندريه لونين بسهولة.