مقالات

جامعة بلا أرواح.. صرخة طالب في زمنٍ يُحاصر الأحلام

*بقلم: سند اليافعي – طالب**

 

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

إلى من صنعوا من حروف العلم جسراً نحو المستقبل.. إلى من أضاءوا ظُلمتنا بنبراس الحكمة.. إلى أساتذتنا، ليس مجرد مُعلمين، بل آباءً روحيين.. نكتب اليوم بقلوبٍ تُنازعها الحُزن والأمل.

 

 

**الجامعة لم تكن حجارةً يوماً**

كنا نظنها قاعاتٍ وكراسي، حتى أدركنا أنها أنتم: **حضوركم** الذي يمنح الجدران روحاً، **ضحكاتكم** التي تذيب توتر الامتحانات، **وحِكمكم** التي كانت تُعلِّمنا أن نُفكر قبل أن نحفظ. غيابكم جعل الجامعة شبحاً بلا ظل.. صباحاتنا لم تعد تُفتتح بتحية “صباح الحكمة”، بل بصمتٍ ثقيلٍ يُذكِّرنا أن العلم لا يُورث، بل يُرافق من يُخلّده.

 

 

**لا نلومكم.. بل نعلم**

نعلم أنكم لم تغيبوا عنا، بل غيبتكم الظروف.. تعبتم من وعودٍ تتبخر كسراب، ومن حقوقٍ تُسحق تحت أقدام البيروقراطية. علمتمونا أن الكرامة لا تُفاوض، فكيف نطلب منكم أن تفاوضوا عليها؟! لقد كنتم دائماً **قدوة الشجاعة**، واليوم نراكم تُقاتلون من أجل لقمةٍ تُبقي على وهج الرسالة في عيونكم.

 

 

**نحن هنا.. نراكُم**

قد لا نُجيد التعبير كما تُجيدون، لكننا نرى:

– نرى يدَ الأستاذ التي ترتجف من المرض وهي تمسك بالطبشورة.

– نرى عينَ المُعلمَة التي تُخفي دموعها خلف نظارتها كي لا نضعف.

– نسمع همسَكم: “اصبروا.. فالمستقبل يستحق القتال”.

 

نقول لكم: إن خانَكم الزمن، فنحن **حراسُ ذاكرتكم**. وإن طال السفر، فنحن ننتظر تحت شجرة الدرس الأخير.

 

 

**عودوا.. فالمعنى يذبل بلاكم**

نشتاق حتى لشكواكم من ضجيجنا، ولعبارتكم التي كنا نعتبرها “توبيخاً”: “أنتم جيلٌ صعب!”. اليوم نعترف: نريد أن نَصعُب عليكم مرةً أخرى! نريد محاضراتٍ تُنهكنا، وواجباتٍ تملأ الليالي، فغيابها ترك فراغاً لا تملؤه الشهادات.

 

 

**نداءٌ من جيلٍ يخشى الضياع**

لا نطلب منكم التنازل، بل نطلب ألا تتنازلوا عنا. نعلم أن معركتكم عادلة، لكننا نخشى أن تُسرق منا **لحظة التخرج** تحت شمس العدل، أو أن نُسلم الأمانة ليدٍ لم تُدرِّبها أياديكم.

 

عودوا حين تشعرون أن الكرامة تستقبلكم على عتبة القاعة.. عودوا حين تصبح المحاضرة **حواراً** لا خطاباً، والجامعة **واحة** لا ساحة حرب.

 

 

ختاماً:

نرفع الأقلام كما علمتمونا، لا لنخربشَ شكوى، بل لننقشَ **عهداً**:

“سنحمل رسالتكم.. حتى لو كبرت الأكتاف”.

 

بقلم طالبٍ رأى في عينيكم أول طريق النور.

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار