اخبار الرياضة

صفعة مكررة.. كيف تلاعب ويليامز بديكو ولابورتا وأحبط فليك؟

في صباح يوم الجمعة، الرابع من يوليو/ تموز 2025، أعلن نادي أتلتيك بيلباو تجديد عقد نجمه الشاب نيكو ويليامز حتى عام 2035، في خطوة أذهلت أوساط كرة القدم الإسبانية، وأثارت غضب ودهشة برشلونة.

وبعد أشهر من التكهنات وتقارير أكدت اقتراب اللاعب من الانتقال إلى الكامب نو، جاء قرار نيكو بالبقاء مع ناديه الأم كصاعقة، ليثير تساؤلات حول أسباب هذا القرار، وما إذا كان اللاعب قد استخدم اهتمام برشلونة كورقة ضغط لتحسين عقده.

بدأت القصة في يونيو/ حزيران 2025، عندما أفادت تقارير إعلامية، بما في ذلك تصريحات الصحفي جيرارد روميرو المقرب من النادي الكتالوني، بأن صفقة انتقال نيكو ويليامز إلى برشلونة “مكتملة بنسبة 150%”.

وكان النادي، بقيادة المدرب هانز فليك والمدير الرياضي ديكو، يراهن على الجناح الإسباني البالغ من العمر 22 عامًا لتعزيز الجهة اليسرى للفريق، خاصة بعد تألقه في يورو 2024.

وأكدت مصادر أن برشلونة توصل إلى اتفاق مبدئي مع اللاعب على عقد مدته 6 سنوات، وكان على وشك دفع الشرط الجزائي البالغ 58 مليون يورو.

لكن، في تحول دراماتيكي، أعلن أتلتيك بيلباو تجديد عقد نيكو حتى 2035، مع زيادة الشرط الجزائي إلى 90 مليون يورو (حوالي 77 مليون جنيه إسترليني).

هذا القرار لم يكن مجرد تجديد عقد، بل رسالة قوية من اللاعب وناديه إلى برشلونة، مفادها أن ويليامز يفضل البقاء في “بيته”، كما أعلن في فيديو عاطفي نشره النادي: “أنا حيث أريد أن أكون، مع شعبي. هذا بيتي. أوبا أتلتيك!”.

لماذا اختار ويليامز البقاء؟

تتعدد الأسباب التي دفعت ويليامز إلى تجديد عقده مع أتلتيك بيلباو، وأولها الولاء للجذور والعائلة، فويليامز، الذي نشأ في أكاديمية أتلتيك بيلباو، يحمل ارتباطًا عاطفيًا قويًا بالنادي الباسكي، كما أن وجود أخيه إينياكي، قائد الفريق، كان عاملًا حاسمًا.

ولا يعتبر أتلتيك بيلباو مجرد نادٍ بالنسبة لنيكو، بل هو رمز للهوية الباسكية التي يعتز بها، وتؤكد تصريحاته بعد التجديد هذا الشعور، إذ قال: “أنا حيث أريد أن أكون، مع شعبي”.

هذا الولاء يتماشى مع فلسفة النادي التي تعتمد على اللاعبين المحليين، كما أشار بيان أتلتيك الرسمي الذي وضع ويليامز إلى جانب أسماء مثل أوناي سيمون وأويهان سانسيت.

كما أن مخاوف اللاعب من القيود المالية لبرشلونة، لعبت دورًا كبيرًا في قراره الأخبر، فعلى الرغم من استعداد البلوجرانا لدفع الشرط الجزائي، إلا أن القيود المالية وقوانين اللعب المالي النظيف في الدوري الإسباني شكلت عقبة كبيرة.

ووفقًا لتقارير من “كادينا سير”، طالب وكيل ويليامز، فيليكس تاينتا، بضمانات مكتوبة لتسجيل اللاعب قبل 20 أغسطس/ آب، مع شرط يسمح لنيكو بالرحيل مجانًا إذا فشل برشلونة في تسجيله.

ورفض ديكو هذا الشرط، معتبرًا أنه مخاطرة كبيرة بعد دفع 58 مليون يورو.

هذه المخاوف، إلى جانب عدم وضوح موقف برشلونة المالي، دفعت الجناح الشاب إلى اختيار الاستقرار في بيلباو.

خداع وتجاهل
أثارت تصرفات فيليكس تاينتا، وكيل نيكو، جدلًا واسعًا، وبحسب تقارير الصحافة الإسبانية، شعر برشلونة بالصدمة والغضب لأن ويليامز ووكيله لم يخطروهم مباشرة بقرار التجديد، مما جعلهم يشعرون بأنهم “استُخدموا” كورقة ضغط لتحسين شروط عقد اللاعب مع بيلباو.

ولم تكن تلك المرة هي الأولى، حيث استخدم ويليامز نفس الاستراتيجية الصيف الماضي للحصول على عقد أفضل، وأثار هذا السلوك استياء برشلونة، الذي كان يعتقد أن الصفقة في مراحلها النهائية.

كما ذكرت تقارير أن أندية مثل بايرن ميونخ وآرسنال أبدت اهتمامًا بويليامز، مما قد يكون عزز موقفه التفاوضي مع أتلتيك بيلباو.

ومع ذلك، اختار البقاء في نادٍ يقدم مشروعًا طموحًا يعتمد على جيل تاريخي من اللاعبين، كما أشار بيان النادي.
هل تلاعب ويليامز ببرشلونة؟
التساؤل الذي يشغل عشاق برشلونة هو ما إذا كان نيكو ويليامز قد استخدم اهتمام النادي الكتالوني كوسيلة لتحسين شروطه المالية مع أتلتيك بيلباو.

وتشير تقارير عديدة إلى أن هذا السيناريو محتمل، ومع ذلك، تصريحات نيكو العاطفية تشير إلى أن القرار قد يكون مدفوعًا بالولاء أكثر منه باستراتيجية مالية بحتة.

ويعكس اختياره للبقاء في بيلباو، رغم إغراءات اللعب إلى جانب صديقه لامين يامال في برشلونة، رغبة في الاستقرار والتأثير في ناديه الأم.

وقد يكون الواقع مزيجًا من الاثنين: استخدام اهتمام برشلونة كورقة ضغط لتحسين العقد، مع إيمان حقيقي بمشروع أتلتيك.

تأثير القرار على كتيبة فليك
كان قرار ويليامز بمثابة ضربة موجعة لبرشلونة، الذي كان يعول على الجناح الشاب لتعزيز خط الهجوم.

وشعر المدرب هانز فليك، وفقًا لـ”راديو كتالونيا”، بخيبة أمل كبيرة، حيث كان يرى في ويليامز إضافة حيوية للفريق.

بينما تجنب رئيس النادي خوان لابورتا، الذي ألمح إلى صفقة كبيرة قادمة، التعليق على القرار، مما يعكس حالة الإحباط داخل النادي.

ومع فشل الصفقة، سيعود برشلونة إلى خطته البديلة، مع تركيز على لاعبين مثل لويس دياز (ليفربول) وماركوس راشفورد (مانشستر يونايتد).

ولكن القيود المالية لا تزال تمثل تحديًا، مما يجعل المهمة معقدة أمام ديكو، الذي عاد من إجازته لإعادة تفعيل ملفات التعاقدات.

ولا يزال الأمر المؤكد هو أن برشلونة، تلقى درسًا قاسيًا في إدارة المفاوضات وسط قيوده المالية، والسؤال الآن: هل سينجح برشلونة في تعويض هذا الفشل بصفقة جديدة، أم أن شبح ويليامز سيظل يطارد الكامب نو؟

 

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار