سنحكي صنائعكم لأجيالنا القادمة..! كتب / الشيخ عرفات أبوعبدالله
جسدت دولة الإمارات العربية الشقيقة في بلادنا كافة الروابط الأخوية والمحبة في الدين والعقيدة والدم، فكانت السباقة في تلبية نداء الاستغاثة أثناء غزو المليشيات الحوثية الصفوية الإيرانية، فكانت خير من شمرت ساعديها كعادتها وسارعت في نجدة إخوتها في الدين والعروبة والأصالة. ولم يقتصر تدخل الإمارات على الجانب العسكري فقط بل امتد إلى التدخل الإنساني والإغاثي عبر ذراعها الإنسانية الهلال الأحمر، فبعد تحرير كل شبر من أرض الجنوب واليمن بشكل عام كان الهلال الإماراتي يوطئ قدمه مباشرة لمساعدة السكان .
وقدمت دولة الإمارات الشقيقة أكثر من 100 شهيد من فلذات أكبادها وخيرة أبنائها من أبناء أمراء وعمداء وعقداء فاختلطت دماؤهم الزكية بدماء شهدائنا الأبطال، وهم يذودون عن حياض هذا الوطن العربي الأصيل.
فإذا رحلت قوات الإمارات من بلادنا ضمن تشكيل قوات التحالف ، فأنها ستبقى بإذن الله وسام شرف في جبين وقلوب الرجال الأوفياء وسيحكون للأجيال تلو الأجيال ما قدمت لهم دولة الإمارات الشقيقة خلال فترة الأربعة أعوام مالم تقدمه عصابة السلب والنهب والفيد طيلة تسعة وعشرون عاما.
لن ننسى ولن ينسى الكرام ماقدّمته دولة الإمارات العربية المتحدة طيلة فترة قيادتها في التحالف العربي للمحافظات الجنوبية في أشد المحن وأصعب الظروف مرت بها البلاد، وأهمها وقوفها الى جانبنا في احلك ظروفنا.
وقبل أن نذكر ما قدمته دولة الإمارات من الميزانيات المادية الضخمة لإنقاذ بلادنا من المد الصفوي المجوسي الحوثي وتطهيرها من المليشيا الإرهابية. فإن لها عدة بصمات مشرفة لا أدري من أين أبدأ وإلى أين أنتهي، فبصماتها ممزوجة بالدماء الزكية وممزوجة بالأخوة والوفاء والنخوة. جاءت من بلادها وتركت الأهل والأولاد والعيش الكريم والخير الوفير فقدمت أرواحها ودماءها للدين والأخوة.
كانت الإمارات حريصة على مقاتلي المقاومة حينها كانت قياداتها تقاتل بالخطوط الأمامية معنا أثناء تحرير عدن، فكانت تتقدم دونهم وتذود عنهم خوفا عليهم لقلة خبرتهم القتالية العسكرية، أكثر من حرصها على نفسها.
وجادت الإمارات العربية بكرمها وأنفقت مليارات الدولارات للطلعات الجويّة لطائراتها والصواريخ، والمدرّعات، والأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، وسخرت كافة الإمكانيات القتالية لدعم المقاتلين وتحرير الأرض.
وحرصت على بناء جيش قوي محترف ومدرب من المقاومة ليكون جيشا نظاميا ليتمكن من الدفاع عن عقيدته وأرضه وعرضه بنفسه. أنشأت الإمارات مراكز تدريب في أعلى مستوى لتأهيل وتدريب المقاومة الجنوبية والمحافظات الشرقية والمقاومة التهامية والتعزية، دربتهم على أيدي مدربين محترفين عسكريين من بلادنا ومن البحرين والسودان وقدمت على ذلك ملايين الريالات، وخرّجت عدة دُفع وشكلت وحدات عسكرية وكتائب قتالية وأمنية وتم توزيع دفع منها إلى جبهات القتال بالضالع والحديدة والساحل الغربي والحبيلين وكرش والوازعية، وإلى الوحدات العسكرية والأمنية، واعتمدت لهم كل ما يلزم من عدة وعتاد ورواتب شهرية وحوافز.
تكفلت الإمارات برعاية أسر الشهداء وقدمت لهم رواتب ومكرمات مالية، وتكفلت بعلاج الجرحى وأنشأت مكاتب ودوائر صحية خاصة بجرحى الحرب، وتعاقدت مع أكبر المستشفيات الخاصة في عدن وقامت بصيانة وترميم المستشفيات، منها مستشفى الجمهورية وزودتها بأفضل الأجهزة الطبية المتطورة، والحالات الحرجة يتم تسفيرها ونقلها إلى مصر أوالأردن أو السودان أو الهند على نفقة الإمارات، وهناك تقدم لهم عبر مندوبيها في تلك الدول الرعاية والدعم وكل ما يلزمهم من مصاريف وعلاج وعمليات وشراء الآلات والأطراف والمفاصل الصناعية التي تتعلّق بالعلاج والتي تصل إلى مبالغ كبيرة.
دولة الإمارات لها بصمات في إصلاح وإعادة تأهيل وترميم المرافق الحكومية في المحافظات الجنوبية والمحررة من المدارس والجامعات والحدائق والمتنزهات والمستشفيات والكهرباء وآبار المياه والمضخات والطرقات،
دولة الامارات لها بصمات في الإغاثة الإنسانية للأسر الفقيرة ودعمت الأسواق والصيادين والحرف اليدوية.
وفي تقرير حديث عن مركز المسبار للدراسات والبحوث، صدر قبل عدة أشهر، أكد أن الدور الإماراتي لا يقتصر على تقديم المساعدات الإنسانية، مشيرا إلى أن دورها يشمل المساعدة في إعادة بناء وإعمار ما خلفته الحرب. وبلغ نصيب قطاع البناء والتنمية المدنية قيمة (125) مليوناً و(100) ألف درهم (34 مليون دولار)، إضافة إلى التطوير القضائي والقانوني بقيمة (466) مليون درهم (126 مليوناً و900 ألف دولار)، إلى جانب الخدمات الاجتماعية العامة التي وصل نصيبها من المساعدات قيمة (483) مليوناً و(600) ألف درهم (“131? مليوناً و”700” ألف دولار)، والمساعدات السلعية التي بلغت (1.6) مليار درهم (“436? مليوناً و”100” ألف دولار). وفي جانب التنمية قامت دولة الإمارات ضمن مشاريعها الإنسانية في أرخبيل سقطرى بتأهيل وإنشاء عشرات المدارس مجهزة بالحواسيب، وصيانة وتأهيل 44 مسجداً وإنشاء شبكة مياه بطول 75 كيلومتراً، إضافة إلى إنشاء حاجز بحري لحماية مركز الإنزال السمكي بالعاصمة، وتوفير 100 قارب للأهالي الذين يمتهنون صيد الأسماك، ويعتبر من مصادر الدخل الرئيسية في الأرخبيل. هذا جزء لا يتجزأ من دعم الإمارات الذي وصل كل المدن والقرى في المناطق المحررة عدن ولحج وأبين وشبوة والضالع وحضرموت والمهرة وسقطرى والساحل الغربي والحديدة ومهما عددنا تفاصيل الدعم الإماراتي السخي لا نستطيع أن نحصيه في حيز موضوعنا المتواضع. الدعم الإماراتي لم يكن وليد الحاضر باندلاع الحرب في مطلع العام 2015م، بل إنها قدمت دعمها السخي للجنوب والشمال منذ سبعينيات القرن الماضي في كل مناطق ومدن بلادنا وفي كل المجالات والجوانب كالتعليم والصحة والطرقات وغيرها.
وخلاصة القول نقول شكرا إمارات الخير وشكرا أولاد زايد لن ننسى بإذن الله ما حيينا جميلكم وصنيعكم ودعمكم السخي بالرجال والمال والعدة والعتاد والإغاثة، ولن ننسى تضحيات شهدائكم الأبرار الذين رووا أرضنا بدمائهم الزكية. لن ننسى القائد الشهيد عبدالعزيز الكعبي والقائد الطنيجي، والدهماني، وأبومحمد، وأبو سلامة، وأبوهزاع، وأبو ماجد، وأبوسعيد، وأبوعيسى، وأبوسيف والقائد العسكري والإنساني أبو محمد راشد الغفلي، وأبو مريم، وأبو سعود، وأبو سلطان، وكافة من تشرفنا بالعمل معهم.
ولولا فضل الله تعالى ثم فضل قيادة التحالف العربي بقيادة ملك الحزم والعزم ملك العروبة الملك سلمان والشيخ محمد بن زايد الخير حفظهما الله وبارك فيهما لكانت مليشيات الحوثي تقييم الحسينيات وتعيث في أرض الجنوب فسادا وفي أهله تنكيلا وتعذيبا وإذلالا.
أما عن خروج القوات الإماراتية من الجنوب ضمن خطة إعادة تشكيل قوات التحالف لم تخرج القوات الإماراتية كما يروج السفهاء المأجورين في حملاتهم الإعلامية السلطوية الإخوانية التي تحاول ولاتزال تستهدف دولة الامارات، وتستهدف شيوخها الأوفياء بحجج مخزية دون حيا ولاخجل بأن لها مصالح ومطامع في بلادنا. حملاتكم السلطوية الإخوانية فشلت فشلا ذريعا بعد أن انكشفت مطابخها ومصادرها الممولة من قطر وتركيا.
دولة الإمارات بفضل الله أنفقت على بلادنا مليارات الدولارات… وسبقى باذن الله هي وشيوخها وقادتها وشعبها القلب النابض في صدر كل جنوبي كريم وأصيل.
شكرا دولة الإمارات، شكرا أبناء زايد.. فمن لا يشكر أهل الإحسان والمعروف لا يشكر الله.. سنظل نشكر صنيعكم وسنحكي لأجيالنا عن نخوتكم وستحكي أجيالنا لأجيالهم وستحكي الأجيال للأجيال التي تليها عنكم. فنسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء ويحفظ شيوخكم وقادتكم وشعبكم وأمنكم، وأن يفتح عليكم أبواب فضله ونعمه ورحمته، وأن يصرف عنهم كل سوء ومكروه.
كتب/ أبوعبدالله عرفات سعيدعبدالله.. مدير دائرة التوجيه المعنوي لألوية الإسناد الحزام الأمني 1441/2/24 – الموافق 2019/10/23م