ساحة حرة

الهوية.. هي جذور لا قشور؟

كتب/ أمين المشولي

 

 

الهوية.. هي جذور لا قشور.. ومنهج عميق يتم تعليمه للأجيال المتلاحقة.. وعمق تَتَشْرّبه الأجيال فتتأثر به فيصير جزء من تكوينها الفكري ليكون هو مشروعها الحضاري.

 

الهوية.. هي ما قامت به الأوس والخزرج حين نصرة النبي صلى الله عليه وسلم وتناست ما بينها من حرب وكرب، هي سلوك اليمني الذي وصل إلى ضواحي باريس لنشر تلك الهوية، هي تعامل الحضرمي الذي جعل شرق آسيا تدين بما يؤمن به وينشده اضع بين يدي القارئ الكريم.. هل رأيت سلاليا ينادي بلبس التوزة؟.

 

قبل أن يغرس ملازم السيئ في قلوب الأتباع ممن نتشدق أنهم مناصرون لنا بالبركة كما يقول اخوتنا المصريون

بالتأكيد لا .. فالسلاليون يهتمون بالجذور والقشور نتيجة حتميا لها.. ما زلت أتذكر

حين كنت مختطفا لدى مليشيات السلالة ألزمنا ببرنامج ثقافي مكثف يتبنى أفكارهم وبالاحرى هويتهم التي يسعون إلى غرسها في اليمنيون الذين تركناهم لقمة سائغة لكل ذي هوية مهما كانت الأعذار .

 

كلمة قالها لي احد العامة بالسجن وكانت وما زالت تدور في مخيلتي حتى اليوم

( هل نحن معنا مثل هذه الأفكار والأدعية والأغاني التي نرددها بإكراه هنا قلت له نعم

فقال يا استاذ لماذا لما تعلموها لنا حينها صمت وحين حاولت النطق تلعثمت.. ادع الإجابة هنا لكم عليه فأنا لن اقول له أن التشظي الفكري هو بعض السبب فكلا يغني على ليلاه.

 

عموما إن التركيز على القشور يبقى في القشور ومن يركز على سقاية الجذور وتعهدها والسهر على الحفاظ عليها ويكرس حياته للعناية بها حتما سيكون له هوية يفخر بها بين الأمم.. أنا هنا لا أقلل من حضارتنا والتي هي ملئ سمع العالم وبصره.

 

لكن.. هل نحن احفاد تلك الحضارة والتي ضحى من أجلها الأجداد بأرواحهم في سبيل وصولها إلينا والتي اختزلناها في قشور ستتلاشى عند أول عاصفة

مالم نتعهدها بالرعاية كمنهج فكري نعمل على غرسه في قلوب النشئ.

 

* رئيس فرع حزب العدالة والبناء بتعز

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار