مقالات

التحديات الاعلامية ازاء المؤامرات الإخوانية

بقلم فهد حنش أبو ماجد

 

أن المتتبع لمجريات الأحداث في الساحة الوطنية وما يتكنفها من تحالفات سياسية وعسكرية محلية وإقليمية معلنة وخفية سيجد أن الإعلام يلعب فيها دورا محوريا واستراتيجيا يؤثر على مجريات الأحداث ويحدث تغييرا جوهريا فيها.
لقد أصبح الإعلام سلاحا استراتيجيا يتفوق على الأسلحة التقليدية والغير تقليدية في غلب الموازين الميدانية أثناء الحروب او النزاعات السياسية.

لقد سخر اعداء الجنوب بكل مكوناتهم السياسية والايدلوجية وتحالفاتهم الإقليمية والدولية إمبراطورية إعلامية هائلة للنيل من قضيته العادلة، فوظفوا وسائلهم الاعلامية بمختلف أنواعها، وجندوا جيشا من الإعلاميين، واشتروا باموالهم القذرة ضعفاء النفوس ممن ينتمون إلى الهوية الجنوبية الذين باعوا القيم والأعراض والاخلاق والوطن ليتأمروا على شعبهم، ويلفقوا لاهلهم التهم والأباطيل ونشر الشائعات التي يكلفون بنشرها من قبل المطابخ الإعلامية التي تديرهم بهدف أضعاف المقاومة الجنوبية وتثبيط همم الشعب الجنوبي الصامد، وخلخلة جبهته الداخلية الصلبة.

ما زالت الجبهة الداخلية للشعب الجنوبي ومقاومته الباسلة صامدة بفعل وعي الشعب الجنوبي بالرغم من الفراغ الإعلامي الذي تشهدة الساحة الجنوبية، وحتى لا يظل المواطن الجنوبي فريسة سهلة لوسائل الإعلام المعادية لعدم حصوله على المعلومة الحقيقية من مصادرها الجنوبية التي يثق بها ستنكسر إرادته، وتثبط هممه مع مرور الزمن.

أن الجنوب يمتلك من الطاقات الشبابية في المجال الإعلامي هامات وطنية كبيرة، فمنهم من يشكل بحد ذاته جبهة لا تقل أهمية عن اي جبهة قتالية.. إلا أنهم يعملون بجهودهم الذاتية بعيدا عن العمل المؤسسي، والادارة الإعلامية المحترفة.

وللحفاظ على صمود الشعب الجنوبي، وتماسك جبهته الداخلية، ومقاومته الباسلة، والحفاظ على انتصارته الميدانية يتطلب من المجلس الانتقالي الجنوبي العمل بوجه السرعة على تأسيس إدارة إعلامية كفوة تعمل باحترافية ويصورة مؤسسية وفق استراتيجية وسياسة إعلامية حديثة لمجابهة الإعلام المعادي من خلال إيجاد وسائل إعلام مرئية ومسموعة ومقروءة قادرة على مقارعة الإعلام المعادي، وفضح الجرائم التي ترتكب بحق الشعب الجنوبي، ودحض الشائعات، والافتراءات، كما يتطلب إستثمار المجلس الانتقالي لعلاقاته الجيدة مع بعض الدول الصديقة والشقيقة في تنسيق مؤسساتها الإعلامية مع المؤسسات الإعلامية ووكالات الأنباء العالمية لتسويق القضية الجنوبية إقليميا ودوليا للتأثير على الراي العام المحلي، والاقليمي، والعالمي، والمنظمات الدولية الفاعلة، وصناع القرار في التحالف العربي والدول العظمى.
كما يتطلب من المجلس الانتقالي التحرر من اي ضغوط سياسية او التزامات قيدت نشاطه الإعلامي خلال المراحل السابقة، والتعامل مع التحالف العربي كشريك أساسي يمارس كل الحقوق السياسية والإعلامية كما تمارسها الأطراف الأخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار