أخبار محلية

اقتراب لحظة الإفراج عن أهم أسيرين لدى الحوثيين

توصلت الأطراف اليمنية الإثنين، إلى اتفاق جديد بشأن الأسرى والمختطفين برعاية أممية، يقضي بالإفراج عن 887 أسيرًا ومختطفًا لدى الحكومة اليمنية ومليشيات الحوثيين، خلال ثلاثة أسابيع، في مرحلة أولية من الاتفاق.

وتشمل قوائم المفرج عنهم وزير الدفاع اليمني الأسبق، اللواء محمود الصبيحي، وشقيق الرئيس السابق، اللواء ناصر منصور هادي، وكيل جهاز المخابرات في عدد من المحافظات الجنوبية سابقًا واللذين ينظر إليهما كأهم أسيرين لدى الحوثيين باعتبارهما أرفع مسؤولين يقعان في قبضة الجماعة.

ورقة ابتزاز ثمينة

وعلى مدى الجولات الماضية من المشاورات التي رعتها الأمم المتحدة، مثّل اللواءان المحتجزان، ورقة ضغط سياسية في أيدي الحوثيين لابتزاز الحكومة الشرعية، بهدف الوصول إلى مطالب معيّنة، في تحد لقرار مجلس الأمن الدولي 2216، الذي نصّ بشكل صريح على “الإفراج بأمان عن اللواء محمود الصبيحي وعن جميع السجناء السياسيين وجميع الأشخاص الموضوعين رهن الإقامة الجبرية أو المحتجزين تعسفيًا”.

وعادة ما تبدي مليشيات الحوثيين، استعدادها للتفاوض مع الجانب الحكومي بشأن اللواءين الأسيرين إضافة للواء فيصل رجب والسياسي محمد قحطان، إلا أن صفقة الإفراج عنهم دائما ما تتعثر، وسط اتهامات متبادلة بين الجانبين.

وسبق أن اقترح الحوثيين في مفاوضات عمّان عام 2020، الإفراج عن شقيق الرئيس اليمني السابق، إلا أن المقترح واجه رفضًا من قبل الجانب الحكومي الذي اعتبره فخًّا لإظهار اهتمام الرئاسة بشقيق الرئيس فقط، بمعزل عن بقية المحتجزين، وهو ما دفع رئيس لجنة شؤون الأسرى لدى الحوثيين، للخروج في العام التالي في مقابلة مع قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين، والتصريح بأنهم عرضوا الإفراج عن اللواء ناصر منصور، لكنهم قوبلوا باهتمام الحكومة بالقيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح، محمد قحطان.

وكانت مصادر في الوفد الحكومي المفاوض في لجنة تبادل الأسرى والمختطفين، قد قالت في وقت سابق لـ”إرم ينوز” إن الحوثيين يضعون العراقيل عبر مطالبة الحكومة اليمنية بالكشف عن مصير أسماء مجهولين وضِعوا في قوائمهم، وهم غير موجودين في معتقلات الحكومة، أو قد يكونوا قد لقوا حتفهم، بهدف الوصول إلى تعثّر الاتفاقات.

رجل انضباط لم تسعفه الظروف

وقع اللواء محمود الصبيحي، المولود قبل 75 عاما بمديرية المضاربة بمحافظة لحج، جنوبي البلاد، في الأسر أثناء قيادته لمعارك التصدي للحوثيين والقوات الموالية للرئيس الراحل علي عبدالله صالح، الزاحفة نحو عدن، كبرى مدن جنوب اليمن في 2015.

ويبرز اسم الصبيحي المعروف بالبراغماتية كواحد من أبرز القيادات اليمنية العسكرية المنضبطة والمؤهلة في الاتحاد السوفييتي سابقًا، والتي صقلتها الأوضاع المضطربة في اليمن خلال العقدين الأخيرين.

الكواليس لا تبعد المتاعب

ظلّ اللواء ناصر منصور هادي، خلال سنوات مشواره العملي، بعيدًا عن الأضواء، مفضلًا العمل في الظل، إلا أن عودة شقيقه الأكبر، الرئيس اليمني السابق، عبدربه منصور، إلى عدن في شباط فبراير من العام 2015 إثر انقلاب الحوثيين، أزاحت عنه بعضًا من ذلك.

وكان حاضرًا في معظم الاجتماعات الرئاسية قبيل اندلاع الحرب، وبات إحدى الركائز التي يستند عليها الرئيس هادي، بصفته قائدًا في المخابرات، لكنه أخفق في رصد تحركات خصوم شقيقه وكشف شرارة التمرد العسكري والأمني التي أربكت الوضع في الجنوب.

وخلال تحركاته المتواصلة في التحشيد العسكري لمواجهة الحوثيين، وقع اللواء ناصر منصور هادي في قبضة أعدائه بالقرب من مركز محافظة لحج بعد إصابته، وجرى نقله لاحقًا إلى صنعاء التي ما يزال فيها حتى اليوم في ظروف غامضة وحيرة بشأن وضعه الصحي.

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار