
بالرغم من التحذير والتوعية والمواعظ المستمرة، والضوابط التي تم إقرارها والإعلان عنها لمحاربة ظاهرة اطلاق النار العشوائي في مديرية رصد في مختلف المناسباب إلا أن كثيرا من شبابنا المستهترين بأرواح البشر قد تجاوزوا كل القيم الانسانية والمجتمعية، وتجردوا من الصفات الاسلامية.. إذ قال نبينا صلى الله عليه وسلم :« المسلم من سلم المسلمين من لسانه ويده.».
عجبا لمطلقي النار العشوائي في الهواء الذين لم يعيرون أدنى اعتبار للمخاطر الناجمة عن عودة تلك المحذوفات إلى الارض، فقد شهدت كثيرا من مناطقنا جرائم قتل وإصابات مختلفة نتج عنها عاهات مستديمة لعددا من المواطنين بفعل نشوة طيش يسعى من خلالها مطلق النار إشباع رغبة جامحة في نفسه لتعويض نقصا في شخصيته، فيشعل السماء نارا لتمطر على رؤوس الأبرياء جحيما ومصائبا تدمي قلوب الجميع ثمنا لتلك النشوة التي يعيشها ذلك الشاب المستهتر برهة من الزمن.
لقد تعرض يوم أمس الاول الشاب ماهر محمد سالم من أبناء منطقة العمري لطلق ناري راجع كاد ان ينهي حياته لو لا ارادة الله التي حالت دون ذلك، وحسب إفادة الدكتور مروان العمري حيث قال:« لقد اخترق طلق ناري راجع ترقوة الشاب ماهر محمد سالم لتسكن في عظمة ساعد اليد اليسرى، واسعف الى مستشفى رصد واجريت له عملية جراحية ناجحة تمكن الاطباء اخراج الطلق الناري من جسمه».
وفي نفس السياق أبلغ الأستاذ فهد حنش أحمد البوبكري في ذلك اليوم عن تعرض أحد الأطفال في قرية الحرضي التابعة لمنطقة رخمة لطلق ناري طائش حط بالقرب منه وكاد ان يصيبه.
يذكر أن في ذلك اليوم شهدت عددا من المناطق المجاورة عددا من مناسبات الزواج.
هذا وتعد ظاهرة اطلاق النار العشوائي في مناطق يافع في المناسبات والاعراس ظاهرة دخيلة، وأصبحت تزعج جميع المواطنين، وترعبهم، وتؤرق حياتهم.
الجدير بالذكر أن السلطة المحلية والأجهزة الأمنية والمجلس الانتقالي في مديرية رصد ومنظمات المجتمع المدني والمشائخ والشخصيات الاجتماعية قد أعلنوا قبل عامين عن إقرار وثيقة ضوابط رادعة لمحاربة ظاهرة اطلاق النار العشوائي في الهواء في مختلف المناسبات الا ان تلك الوثيقة صارت حبرا على ورق ولم يتم تنفيذها.
لذا فإن على الجهات المعنية في السلطة المحلية وأجهزتها الأمنية والمجتمعات المحلية بكل مكوناتها تقع مسؤولية أخلاقية وواجب وطني ورسمي في التصدي لكل عابث يهدد حياة الناس الأمنين وانفاذ وثيقة الضوابط الرادعة لإنهاء ظاهرة اطلاق النار العشوائي في اي مناسبة حفاظا على ارواح المواطنين وممتلكاتهم.