اخبار عربية ودولية

الجيش السوداني يقوّض الهدنة الإنسانية رغم تحذيرات واشنطن

نقلا عن صحيفة العرب

قوّض الجيش السوداني الأربعاء اتفاق وقف إطلاق النار بمهاجمة مواقع سيطرة قوات الدعم السريع التي اضطرت إلى الدفاع عن نفسها، وذلك رغم تحذيرات الولايات المتحدة وتلويحها بفرض عقوبات على المخالفين.

فقد تجددت الاشتباكات بين القوتين العسكريتين الكبيرتين، الأربعاء، في جنوب الخرطوم وبحري وضواحي أم درمان، ما دفع العديد من المراقبين إلى التخوف من انهيارها لاسيما أن مصير سابقاتها لم يكن مبشراً، إذ تعرضت نحو 12 هدنة سابقة لانتهاكات جمة.

ويخضع اتفاق وقف إطلاق النار لمراقبة السعودية والولايات المتحدة وكذلك طرفي الصراع، وجاء بعد قتال كثيف في الخرطوم لخمسة أسابيع وامتداد أعمال العنف إلى مناطق أخرى من البلاد مثل إقليم دارفور غرب السودان.

واتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني بخرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعه الطرفان مؤخرا في مدينة جدة بالسعودية، وحملته مسؤولية تجدد المواجهات.

وقالت قوات الدعم السريع في بيان نشرته عبر صفحاتها على فيسبوك وتويتر مساء الأربعاء “اخترقت قوات الانقلابيين وفلول النظام البائد المتطرفة الأربعاء، الهدنة الانسانية المعلنة وقامت بالهجوم على قواتنا في عدد من المحاور عبر الطيران الحربي والقصف المدفعي والهجوم البري”.

وأضاف البيان “وإزاء هذا التصرف الغادر استخدمت قواتنا حق الدفاع عن النفس وعن مواقع تمركزها واستطاعت صد هجوم الانقلابيين في منطقة شارع الغابة والاستيلاء على 3 دبابات وتدمير أخرى فيما لا تزال عمليات الحصر مستمرة لخسائر القوات المعتدية”.

وأردف “وفي أمدرمان هاجم طيران الانقلابيين مواقع قواتنا بالخرطوم وتم إسقاط طائرة (ميج) يتواجد حطامها في منطقة امبدة الحارة 14”.

وأكدت قوات الدعم السريع في بيانها “التزامها الكامل بالهدنة الانسانية المعلنة تقديرا للظرف الإنساني لشعبنا”، ودعت “الانقلابيين الى الالتزام بالهدنة الإنسانية المعلنة واحترام اتفاق وقف إطلاق”.

كما جدّدت التأكيد على أنّه “لا وجود لأي مظاهر عسكرية في جميع المستشفيات التي تقع تحت سيطرتها، وأن قواتنا على أهبة الاستعداد لتسهيل وصول المساعدات والفرق الطبية للمستشفيات بما يساعد في توفير الخدمة للمدنيين”.

ومساء الإثنين، دخل اتفاق وقف إطلاق النار المقرر لأسبوع حيّز التنفيذ، فضلا عن استمرار محادثات طرفي النزاع في جدة في محاولة للتوصل إلى وقف دائم للقتال وحل سلمي للنزاع المسلح المستمر منذ 15 أبريل الماضي بعدة مدن بينها العاصمة الخرطوم.

ومساء الثلاثاء الماضي، حذرت السعودية والولايات المتحدة في بيان مشترك من عدم التزام الجيش السوداني أو قوات الدعم السريع بالهدنة قصيرة الأجل.

وقال البيان المشترك إن “الشعب السوداني مستمر في معاناته نتيجة لهذا الصراع المدمر”، ودعا البيان طرفي القتال للالتزام الكامل وتطبيق وقف إطلاق النار المؤقت لتوصيل الإغاثة الإنسانية المطلوبة بشدة.

كما حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الطرفين من عقوبات محتملة في حال انتهاك الهدنة، إذ قال ” إذا تم انتهاك وقف إطلاق النار، سنعرف، وسنحاسب المخالفين من خلال عقوبات نفرضها، ووسائل أخرى متاحة لنا”.

ولم تنجح إعلانات سابقة عن وقف إطلاق النار في وضع حد للقتال.

وقال شهود في أم درمان إن طائرة مقاتلة تابعة للجيش أُسقطت، ونُشرت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر الحادث.

في نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، قال اثنان من السكان إن الاشتباكات المستمرة منذ أيام بين الجيش وقوات الدعم السريع أدت إلى التهام النيران لمعظم أقسام السوق الرئيسية.

وقالت ملكة إبراهيم إنهم في وضع صعب للغاية ويشعرون بالذعر مضيفة أن عائلتها انقطعت عنها إمدادات المياه خلال الأسبوعين الماضيين.

وقال نشطاء في زالنجي، عاصمة ولاية وسط دارفور، إن جماعات مدعومة من قوات الدعم السريع حاصرت المدينة وبدأت في نهب المنازل والشركات. ويبدو أن خدمة شبكات الهاتف انقطعت في كل من زالنجي والجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور التي قتل فيها المئات منذ الشهر الماضي.

واندلع القتال بينما كان يتم وضع اللمسات الأخيرة على خطط مدعومة دوليا للانتقال إلى إجراء انتخابات ديمقراطية في ظل حكومة مدنية.

وشهد الصراع ضربات جوية متواصلة واشتباكات في الخرطوم للمرة الأولى. ويجد كثير من السكان صعوبة في النجاة في ظل انقطاع المياه والكهرباء لفترات طويلة وانهيار في الخدمات الصحية وانتشار الفوضى والنهب.

ووصف مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الوضع في السودان بأنه “مفجع” وقال إن هناك شهادات “مقلقة للغاية” عن وقوع عنف جنسي في الخرطوم ودارفور حيث جرى الإبلاغ عن 25 حالة على الأقل حتى الآن، مضيفا أن العدد الحقيقي من المرجح أن يكون أعلى من ذلك بكثير.

وقال عمال إغاثة إن الكثير من الإمدادات وعمال الإغاثة الذين يصلون إلى بورتسودان على ساحل البحر الأحمر ينتظرون التصاريح والضمانات الأمنية.

وكان السودان يواجه بالفعل ضغوطا إنسانية شديدة قبل اندلاع الصراع في 15 أبريل.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن أكثر من مليون نزحوا داخل السودان حتى الآن وفر 319 ألفا إلى دول مجاورة، بعضها يعاني من الفقر ولديه تاريخ من الصراعات الداخلية.

وقال فيليبو جراندي مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين اليوم الأربعاء إن كثيرين منهم توجهوا إلى تشاد ومصر في الأيام القليلة الماضية.

وأضاف في تغريدة على تويتر “مساهمات المانحين في خطة التعامل مع اللاجئين لا تزال شحيحة. نحن بحاجة إلى مزيد من الموارد بشكل عاجل لدعم البلدان المضيفة للاجئين”.

وتقول الأمم المتحدة إن عدد من يحتاجون المساعدة داخل السودان قفز إلى 25 مليونا، أي أكثر من نصف سكان البلاد

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار