ساحة حرة

لماذا لا يجب على الإنتقالي رفض مبادرة المبعوث الدولي؟

سما عدن الإخبارية /خاص

‏علّمنا تاريخ الصراعات المسلحة فى العالم، إخفاق الأمم المتحدة على مدى تاريخها وفشلها في تقديم حلولا عادلة في معظمها بل اصبحت شريكا في إطالتها، ببساطة لأن مبعوثيها لا يبحثون عن إنجاز حلولا جذرية وإنتقال سياسى، لوقف الحروب والتوترات، او حتى التوصل إلى صيغ وتفاهمات تقود للإنتقال من حالة الصراع المسلح إلى تسوية النزاعات القائمة في معظم اعمالهم إنما تقدم تسويات مشوهة، وبالتالي يبقى الفشل ملازما لمعظم المبادرات و المقترحات التي يقدمها مبعوثو الأمم المتّحدة.

و لأن المجلس الإنتقالي الجنوبي سياسيا غير ملزم بما جاء في المبادرة و ليس عليه الإعتراض أو الموافقة عليها، بل تركها لنفس المصير الذي آلت إليه غيرها من المبادرات التي قدمت خلال سنوات الحرب، و بالتالي لا يتحمل أي مسؤولية تجاهها أو وزر فشلها بسبب ما يحيط بها من عوامل غير مواتية لنجاحها فقد جاء مقترح مبادرة تسوية المبعوث الأممي لليمن لتلبية حاجة خروج الأطراف الإقليمية من الصراع، و لم تلامس جوهر الصراع في الداخل.

فبعد ما يقرب من تسع سنوات من الحرب في اليمن لم يصل المبعوثون الأمميون والكثير من لجان الخبراء والمراقبين و حتى المحللين السياسيين إلى تحديد ماهية الصراع وأسبابه التاريخية إلا بتحديد صراع الاطراف الإقليمية فيه.

و هذا ما جعل الوصول الى تقديم حلول جدية للصراع امرا صعبا او بعيد المنال.

كانت الحرب في هذا الاقليم تعكس ثلاثة صراعات مرتبطة مع بعضها وهي كالتالي:

— صراع قوى النفوذ اليمنية الحاكمة تاريخيا في صنعاء فيما بينها على السيطرة على حكم صنعاء.

— صراع وطني بين الجنوب واليمن لم يكن فيه غزو اليمن للجنوب في ١٩٩٤م إلا مظهر حديث لصراع تاريخي.

— صراع إقليمي بين الدول العربية ممثلة بالعربية السعودية وايران التي عملت وتعمل على تقويض أمن المنطقة.

اليوم بعد اتفاق بكين و المصالحة السعودية الإيرانية و إتفاقهما على فض الإشتباكات بينهما في أكثر من موقعة يبدو أن اليمن هي أول إختبار للاتفاق بينهما.

بهذا ستنتقل حدة الصراع في اليمن و الجنوب الى صراع جنوبي يمني حتمي، أما ما تبقى من الشرعية فمن السهل تسييلها و تسريحها بعد أن عجزت عن الفوز بأي مكسب على الارض منذ هروبها من صنعاء.

لذلك يبقى المجلس الإنتقالي الجنوبي القوة الوحيدة المناهضة لأيرنة جنوب الجزيرة العربية و منعها إكمال طوقها على دول المنطقة مهما حاول البعض النيل منه.

د. حسين لقور #بن_عيدان

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار