مقالات

الوحدة في وجه الفتنة: نداء للسلام في مدينة الحد بيافع

 

 

في أرض الجنوب الطيبة، حيث تتجذر التقاليد وتتشابك الأواصر، تبرز مدينة الحد بيافع كمثال على التنوع والغنى الثقافي. لكن هذه الأرض العريقة تواجه اليوم تحديات جسام تهدد نسيجها الاجتماعي وتزعزع استقرارها. الفتنة القبلية، تلك الآفة التي تفرق بين الإخوة وتحول الجيران إلى خصوم، باتت تلوح في الأفق، مهددة بزرع بذور الشقاق والعداوة.

 

التوترات القبلية ليست بجديدة في تاريخنا الطويل، لكن السماح لها بالتفاقم يعني تجاهل دروس الماضي وتضحيات الأجداد الذين عملوا بجهد لبناء مجتمع متماسك ومزدهر. إن الدروس المستفادة من التاريخ تعلمنا أن الانقسام يؤدي إلى الضعف، وأن الوحدة بين الإخوة هي مصدر القوة والازدهار.

 

يجب علينا جميعًا، كأفراد وكمجتمع، أن نتحلى بالحكمة والصبر وأن نسعى لحل الخلافات بالحوار والتفاهم، لا بالسلاح والعنف. يجب أن نتذكر أن الخلافات الصغيرة يمكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة إذا لم يتم التعامل معها بحكمة وعقلانية.

 

إن الحفاظ على السلام والاستقرار في مدينة الحد بيافع يتطلب جهودًا مشتركة من جميع الأطراف. يجب على القادة والشخصيات الاجتماعية أن يتخذوا موقفًا حازمًا ضد أي محاولات لزعزعة السلم الأهلي وأن يعملوا كوسطاء للسلام، معززين بذلك الروابط التي تجمع بين القبائل وتعزز من قيم التعايش والتسامح.

 

فلنتذكر جميعًا أن الفتنة لا تفرق بين صغير وكبير، وأن نارها إذا اشتعلت لا تبقي ولا تذر. إن مسؤوليتنا تجاه أجيال المستقبل تحتم علينا أن نعمل بجد لتجنب الصراعات وأن نبني جسور التفاهم والمحبة، لنضمن لأبنائنا مستقبلًا يسوده الأمان والازدهار.

 

في هذه الأوقات العصيبة والعدو الحوثي يتربص بنا على الحدود ينتظر ابسط ثغرة للأنقضاض على فريسته والدخول إلى يافع التي اذاقته الويلات في مختلف جبهات القتال، انني ادعو عبر صفحتي هذه، جميع أبناء مدينة الحد بيافع إلى التمسك بروح الأخوة والتسامح، وأن يكونوا نموذجًا يحتذى به في جنوبنا الحبيب. فلنكن جميعًا حراسًا للسلام وبناة للمستقبل.

 

بقلم #راجح_العُمري

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار