الكشف عن ماحدث لمحطة الكهرباء القطرية في عدن
كشف الصحفي احمد كرامة في مقالا مطول عن تفاصيل ما حدث لمحطة الكهرباء القطرية في العاصمة عدن
وكتب الصحفي كرامة مقاله بعنوان لعنة الديزل .. تطارد المحطة القطرية وجاء فيه:
تطاردها إلى هولندا ، هذا ما يتكتم عنه كبار المسؤولين بالكهرباء والحكومات الشرعية اليمنية المتعاقبة صانعة الازمات المفتعلة ، تقريبا أكثر من 5 وزراء تعاقبوا على حقيبة الكهرباء وثلاثة رؤساء حكومات والأوضاع تتفاقم وتتدهور يوما بعد يوم ، إلى أن وصلنا إلى هذه المرحلة المأساوية الراهنة .
بعد نزول ميداني قمت به شخصيا في 2018 إلى موقع المحطة القطرية 60 ميجاوات في عدن والمقدمة كمنحة من القطريين ، تلمست عن قرب خطورة وضع المحطة التي لم تتجاوز مدة دخولها الخدمة عام واحد ( 2017 التشغيل – 2018 تقريري الميداني الذي عنونته بمقال شهير : رداءة الديزل .. ستدمر المحطة القطرية ) .
وبسبب رداءته التي كانت واضحة وضوح الشمس للعيان ناهيك عن الفحص المخبري الحديث سبب استهلاك كبير للفلاتر وتلف لصمامات ( النوزلات ) الديزل ، الذي استدعى من القائمين والمشرفين على تشغيل المحطة السرعة بإستبدال الطقم الاحتياطي للنوزلات قبل أوانه ، والذي يكلف الطقم الواحد قرابة 20 الف دولار ، وكذا طلب أطقم فلاتر من بترو مسيلة التي تمتلك نفس موديل المحطة بحضرموت الوادي بعد استنفاد المخزون في عدن .
عرضت الشركة المصنعة للمحطة جنرال اليكتريك الأمريكية بالقاهرة على مسؤولي وزارة الكهرباء والحكومة ، تزويدنا بمحطة أخرى بنفس مبلغ الصيانة 7 مليون دولار ( شكلهم رحمونا ورقة قلوبهم من حالنا ) والمحطة المتضررة كقطع غيار لنا ، ورفض العرض المغري المقدم من GE .
في عام 2019 دمرت المحطة القطرية أي بعد عامين فقط من تشغيلها ودخولها الخدمة في عدن ، وتوقفت وخرجت عن الخدمة إلى يومنا هذا ، كانت تحتاج إلى 7 مليون دولار لشراء قطع الغيار وإجراء الصيانة العمرية المبكرة ، وتقاعس الكل عن نجدتها ، وعرض السعوديين صيانتها وتراجعوا ، ثم تدخل صندوق قطر للتنمية وكلف شركة بصيانتها بمبلغ 15 مليون دولار .
الشركة المنفذة لصيانة القطرية شحنت المحطة إلى هولندا في مايو 2023 لإجراء الصيانة اللازمة وتغيير القطع التالفة والمتضررة ، وكان من المقرر وصول المحطة في يناير 2024 وتشغيلها ودخولها الخدمة في أبريل ، إلا أن جميع الإتصالات مع الجانب القطري قطعت وتوقفت بسبب التلف البالغ لمكونات المحطة الذي ظهر بعد تفكيكها بهولندا وضاعف من مبلغ الصيانة إلى 30 مليون دولار ، وتبين لاحقا أن القطريين قالوا بالحرف الواحد أن تضرر المحطة سببه الرئيس وقود الديزل الرديء ( بصريح العبارة دام تستخدمون ديزل رديء لتشغيلها ما تستحقونها ) .
لرئيس الوزراء بن مبارك ووزير الكهرباء والسفير اليمني بقطر راجح بادي ، هل نطالب القطريين بعودة خردتنا المحطة ونتكفل بتمويل صيانتها ، أم ينتهي أمرها إلى الأبد .