ساحة حرةمقالات

وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور

بقلم الكاتب السياسي / عبدالله اليهري

 

 

لو حصلت للعبد لذات و سرور بغير الله فلا يدوم ذلك ، بل ينتقل من نوع الي نوع و من شخص الي شخص و يتنعم بهذا في وقت و في بعض الاحوال ، و تارة اخري يكون ذلك الذي يتنعم به و يلتذ غير منعم له و لا ملتذ له بل قد يؤذيه و يضره ذلك.
السؤال؟
: هل بكي الرئيس اليمني يوما كما بكي عمر بن الخطاب خشية من سؤال الله سبحانه وتعالي له يوم الحساب : ماذا فعلت برعيتك أيها الراعي ؟
: هل زرت مناطق الدمار و الخراب و المنكوبة من الاضرار و الموبوئه و الاسر مشرده في العراء و محطات الكهرباء و الماء المتهالكة و شوارع المدينه المكدسة بالقمامة.
: هل دخلت سوق الغنم يوما تبحث لأسرتك عن كبش العيد و تعرف قيمة الاسعار و هناك ناس لا تستطيع ان تشتري ذلك الكبش للعيد و لا تعرف طعم اللحم بسبب جنون الاسعار.
: هل زرت يوما سوق الملابس للاطفال الصغار قبل سوق الكبار لتشتري بدلات العيد للاطفال و تعرف قيمة بدلات الاطفال قبل سعر بدلات الكبار و ان الاسره الفقيرة صاحبة الدخل المحدود لا تستطيع شراء ثلاث او اربع بدلات للاطفال لكي تدخل الفرحه لقلوب الاطفال الصغار قبل الكبار اما ان بدلات اطفالك توصل مباشرة بالطائرة للقصر و من افخم ماركات الملابس الاروبية و اخر موديلات الموضه في الاسواق العالمية التجارية.
: هل ذهبت يوما ايها الرئيس الي سوق الصيد ( السمك) لتسأل عن سعر كيلو الثمد و الجحش و الباغه ( البوغه) هذا ابسط الاسماك التي تقدر تشتريها بعض الاسر و اقل من ذلك من الاصناف الرخيصه لكي تعلم كيف ينكوي المواطن في السوق بنار الاسعار و صل كيلو الثمد من اربعه الي خمسه الف ريال يمني و ان حبة الباغه وصلت 300 الي 350 ريال و هذا يجعل المواطن يغادر بسرعه للسوق بدون ان يشتري و يعتمد علي البصل بدل السمك.
: هل بحثت يوما في الحارات عن دبه غاز منزلي عند محلات الغاز لتشاهد طابور كبير و توقف تنتظر حتي ياتي الدور عندك لتاخد دبه نقدا.
: هل زرت او احد اقربائك مركز الاورام السرطانية او غسيل الكلي لتاخد جرعه او غسيل و تتوسل اصحاب الشان يبحثوا لك عن سرير لبضع ساعات مع العلم انك تاخد جرعه صدقه متوفره في بعض المراكز عبر فاعل خير و عجزت الدوله ان توفر تلك الجرعه او تحاليل الغسيل، اعتقد انكم تغادروا للخارج بدل المستشفيات الحكومية بسبب حالتها المتهالكة و التي ينعدم فيها ابسط المتطلبات الضروريه للمريض.

: هل شاهدت يوم وسط الشارع طابور من المتقاعدين العسكريين او المدنيين امام البريد و الصرافين و الشمس في كبد السماء ينتظروا فتات الراتب الدي تتعسر ولادته شهريا بل شهور و هو لا يكفي لسد صرفيات الروتي و الاطفال و الصيد فما بالك بقيمة الايجار في ظل ارتفاعها و ارتفاع المواد الغدائية و الدواء فكيف اذا كان معك مريض و قرر الدكتور له عمليه و انته منتظر الراتب عاده فاقد.

: هل مريت يوما لذي احد دكاكين التجزئة للمواد الغدائيه في الحارات لتسأل عن اقل مواطن لديه دين شهري و تعرف حالة الناس و تقارن الراتب في ظل الغلاء الفاحش المنتشر بدون حسيب و رقيب.

: هل عرفت كيف المعاناه عندما تفقد احد من افراد الاسره و هو مختفي لدي اجهزة الامن بدون محاكمة و تمنع الزيارة للاسرة او اتصال تلفون هذا تعاني منه بعض الاسر و لا احد يعلم بحالها او يعرف مصير اولادها و هي مخفيه قسرا بتهمة جاهزه.

: هل بحث احد اسرتك و هو يحمل تقرير طبي للعلاج في الخارج يدق ابواب الجمعيات و رجال الاعمال و من مسجد الي مسجد عبر اهل الخير لكي يجمع قيمة تذاكر السفر و العلاج و في الاخير اما يبيع ذهب الزوجه او ياخد دين يقضيه اولاده بعد وفاته ..

: هل حس الرئيس او احد اقاربه بالهيانه و الاذلال و هو يبحث في شهر رمضان عن مقرات الجمعيات الخيرية و رجال الاعمال ليتحصل علي كرتون تمر او سله غدائيه مساعده لكي تساعده في صرفيات شهر رمضان و العيد و يوفر قرشين للاولاد رمضان و ثياب العيد و دفاتر ورسوم المدارس.

: هل وصلت اسرة رئيس الجمهورية او رئيس الحكومة او المحافظ للاحباط بعد حلمها الذي كانت تحلم به ان أحد ابناء الاسرة تخرج من الجامعه و هو يحمل تخصص و درجات عاليه يبحث له عن و ظيفه و ينصدم انه سنوات ضاعت من عمره في الدراسة و الان تضاف سنوات ضمن العاطلين عن العمل و هو جالس في المقهي عاله علي الاسرة و مستقبل مجهول و هو في ريعان الشباب يحلم بالزواج و الوظيفه و تكوين اسره لكن ذلك المستقبل اصبح سراب في مجتمع مجهول و مستقبل مظلم.

الان علي الرئيس و الحكومة تفكر في هذا الاسئلة و هناك اسئلة اخري اكثر منها و نحن في شهر ذو الحجه و خلق الله بلا رواتب و غلاء فاحش لا نعلم متي نهايته و هو يكبر مثل السرطان ينخر في الجسد كل يوم بلا رقيب في ظل تدهور العملة المحلية اما الريال السعودي و الدولار و بلا رقيب او حسيب في ظل استمرار الحرب و لا احد يعلم متي تتوقف صوت المدفع و الدبابه لكن الحكومة تدعوا بالصبر و الحكمة اليمانية في الوقت ان الحكومة و أسرهم تعيش في ارقي فلل و قصور في الخارج و اولادكم جميعا يدرسوا في افضل الجامعات و يتعالجوا في ارقي المستشفيات التخصصية و الشعب يموت جوعا علي ارصفة الشوارع يعاني مم الجوع و الفقر و القهر .
يا رئيس : عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج يبحث عن بغل شرد من بيت المال في عز النهار و الشمس في كبد السماء و في قمة الحر، كيف ستعرف احوال الرعية و انت في اضخم الفنادق بالحرس و الحشم و الخدم ياريت تبكي يوما كما بكي الخليفه عمر بن الحطاب، في عام الرماده استمر القحط تسعه اشهر عاني الناس اصناف الجوع فكان عمر بن الخطاب قدوه، حسنه حرم علي نفسه الطعام الذي لا يجده الناس و كانت بطه تقرقر لكنه ركز علي بناء الدوله و اقام العدل و استتاب الامن و كان شديد المحاسبه حتي انه قال لو تعثرت بغله في العراق لسالني الله يوم القيامه.. نحن نطلب يوما واحد تنام انت واسرتك في قصرك بلا كهرباء و بلا لحمه و بدون سمك و تأكل رز و بصل و حبه روتي بدون صانه لاننا نريدك تشعر بجوعنا و بمرضنا و معاناتنا في الحياه لانك مسئول امام الله لقول تعالي ( و قفؤهم انهم مسئولون) و الله انك ستسال يوم الحساب مدام الضمير مات في هذا الرمان لذي القيادة في ظل سفك للدماء و هتك لحرية البيوت و تفاخر بقلة الشرف فاصبحت الحكومة بلا شرف كل شي ضاع و لم يبقي غير العرض بدل الوطن هذا حرام ان تصبح اعراض الناس في زمن الكلاب هي الثمن لان الفاسد يدافع عن الفاسد و السارق يدافع عن السارق و الشعب هو الضحيه لكل زمان و مكان لذاك عليك ان تفكر ايها الرئيس و الفخامه انك ستقابل ربك يوم الحساب و ان تلك الصفات تسقط عندما تدفن في القبر و تسقط الشعارات و الصور لك فحاسب نفسك قبل ان يحاسبك الله… يوم الحساب… فاليوم عمل بلا حساب و غدا حساب بلا عمل….

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار